للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: ذكر البخاريُّ -رحمه الله- في صحيحه (١) وغيره، وكذلك ابنُ زبالة منها عدة مساجد في أماكن معروفة، لكن المساجد لا يُعرف منها مسجد كان عن يمين الطريق المذكورة، في مكان سهل ذي بطحاء، تجده حين تفضي من أكمة دون الرويثة (٢) بميلين، تحت سرحة ضخمة قد انكسر أعلاها فانثنى في جوفها وهي قائمة على ساق. قلت: والرويثة معروفة هناك.

ومنها مسجدٌ بِطرف تَلْعة (٣) من وراء العرج (٤) .. وأنت ذاهب إلى مكة، عن يمين الطريق، على رأس خمسة أميال من العرج، إلى هضبة هناك، عندها ثلاثة أقبر ورضم من حجارة، بين سلمات هناك، وكان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ما يروح من العرج بعد أن تميل الشمس بالهاجرة، فيصلي الظهر في هذا المسجد، والعرج معروف.


(١) البخاري ج ١ ص ١٨٤.
(٢) الرويثة: هي أول محطة للطريق بعد انصرافه من المنصرف نحو مكة، وهي غير معروفة اليوم إلّا أن المنطقة كانت تقطن فيها قبيلة من حرب تحمل الاسم نفسه ولعلها المحطة التي عرفت إلى اليوم باسم خلص في ذات المنطقة. أما المسجد المشار إليه فهو من المساجد المشهورة التي صلى فيها الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في طريقه إلى مكة إلّا أنه اليوم غير معروف. البخاري ج ١ ص ١٨٤؛ السمهودي: وفاء ج ٣ ص ١٠١٢، البلادي على طريق الهجرة ص ٢٢٨ - ٢٢٩.
(٣) تلعة والجمع تلعات أو تلاع يطلق في الغالب على واد أو شعب يأخذ في الجبل فتتجمع سيوله فيه، والاسم معروف متداول في منطقة المدينة، وهو هنا موضع يقع على الطريق بين المدينة ومكة بعد الأبواء، وبالقرب من عقبة هرشى، ولعلها إحدى التلاع المعروفة هناك قديمًا باسم تلاع اليمن. وإن كان وصف المؤلف يشير إلى أنها أقرب إلى العرج من تلك التلاع وهو الأقرب حيث تقع عدة تلاع إلى الشمال من الأبواء. الحربي: كتاب المناسب ص ٤٥٤؛ البلادي: قلب الحجاز ص ١٢٦.
(٤) العرج: وادٍ طويل يقع بعد الرويثة على الطريق بين المدينة ومكة، وسمي بذلك لتعرجه ينحدر بتعرج من الشرق إلى الغرب، وقد سلكه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في حجه وبعض غزواته، فيذكر هناك أحد مساجده، وما زال هذا الوادي معروفًا إلى اليوم ويسمى المعيرج والملف. ومن روافده بينة، والوهيق وفشغة. السمهودي: وفاء الوفاء ج ٣ ص ١٠١١؛ البلادي: قلب الحجاز ص ١٣٣ - ١٣٤.

<<  <   >  >>