للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالميم من الشُّقة شقة بني عذرة، ومسجد بذي المروة (١). قلت: وهي من أعمال المدينة وبينها وبين المدينة ثمانية بُرُد كان بها عيون ومزارع وبساتين، أثرها باق إلى اليوم. ومسجد بالفيفاء فيفاء الفَحلتين قلت: وهي أيضًا من عمل المدينة، كان أيضًا بها عيون وبساتين، لجماعة من الصحابة وغيرهم -رضي الله عنه- م، منهم أزهر بن مكمل بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة القرشي الزهري (٢)، كان فاضلًا ناسكًا، وكان يُذكَر أنه سئلَ الخلافة. وأبوه ابن عم عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- م، مات بفيفاء الفَحْلتيْن، وتولى دفنه بها ابن عمه حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف. والفيفاء ممدودة بفاءين. ومسجد بِذي خُشُب (٣) بضم الخاء والشين المعجمتين وياء موحدة، على مرحلة من المدينة، ثم نزل -صلى الله عليه وآله وسلم- بذي أوَان (٤)، موضع بينه وبين المدينة ساعة من نهار، ولم يَذكر أنه صلى فيه والله أعلم.


(١) المروة: أو ذو المروة تقع على قرابة (٢٠٠) كيل تقريبًا شمال المدينة على طريق تبوك، وكانت قرية عامرة بالعيون والبساتين وقد مر بها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في طريقه إلى تبوك وكان سكانها وقتذاك قبيلة رفاعة من جهينة، وقد أقطعهم إياها. ويقع فيها أحد مساجده التي صلى فيها. البكري: معجم ما استعجم ج ٣ ص ١٣١٨؛ السمهودي ج ٣ ص ١٠٣١.
(٢) أورد هذا الخبر ابن حجر في الإصابة ق ١ ج ١ ص ١٨٠، وذكر أن أزهر توفي في خلافة عبد الملك بن مروان إلّا أنه لم يشر إلى مكان وفاته، إلّا أن مفهوم النص يدل على أنه على طريق الشام من المدينة.
(٣) ذو خشب: وادٍ كبير يصب في وادي إضم شمالي المدينة بمسافة أربعين كيلًا تقريبًا، كان عامرًا بالزراعة والبساتين، وبه عدة منازل لبني أمية. السمهودي ج ٤ ص ١٢٠١.
(٤) أوان: موضع غير معروف إلا أن تحديد المؤلف يفهم منه أنه يقع شمالي المدينة على قرابة سبعة أكيال.

<<  <   >  >>