للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

راعوفة (١) بئرها. والحديث مشهور (٢)، وذَكر أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في مسجد بني ساعدة من الخزرج، رهط سعد بن عبادة وجلس في السقيفة. روَى عبد المهيمن ابن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه عن جده قال: جلس رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في سقيفتنا التي عند المسجد، واستسقى فَخُضَّتْ (٣) له وطبة (٤) فشرب ثم قال: زدني، فخضت له أخرى فشرب، ثم قال: كانت الأولى أطيب (٥) /.

قلت: وفي هذه السقيفة كانت بيعة أبي بكر الصديق الأولى -رضي الله عنه- (٦)، وقرية بني ساعدة عن بئر بضاعة، والبئر وسط بيوتهم، وشمالي البئر اليوم إلى جهة المغرب بقيةُ أُطم من أطام المدينة، نُقل أنه في دار أبي دجانة -رضي الله عنه- (٧) الصغرى التي عند بضاعة، وأبو دجانة من بني ساعدة. ورَوى (٨) أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في بقيع الزبير ركعات صلاة الضحى، فقال له أصحابه: إن هذه لصلاةٌ ما كنتَ تُصليها! فقال: إنها لصلاة رَغَب ورَهَب، فلا تَدعوها. قلت: وليسَ هذا المكان اليوم بمعروف (٩). ورَوى أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى في المسجد الذي


(١) راعوفة البئر: صخرة تترك في أسفل البئر ليجلس المستقي عليها، وتكون أحيانًا في أعلاها ليجلس عليها المستقي منها. الفيروزآبادي: القاموس المحيط: مادة رعف.
(٢) انظر نص الحديث في البخاري ج ٥ ص ٢١٧٦.
(٣) فخضت: أي رجت.
(٤) وطبة: سقاء اللبن.
(٥) لم نعثر على تخريجه في المصادر التي بين أيدينا.
(٦) ابن هشام: السيرة ج ٦ ص ٨٠.
(٧) أبو دجانة: صحابي جليل اسمه سماك بن خرشة شهد بدرًا وأحدًا واليمامة سنة ١٢ هـ واستشهد يومئذ. ابن سعد: الطبقات ج ٣ ص ٥٥٦.
(٨) رَوَى وردت في الأصل بدون ضبط، وفي (ب) جاءت بضم أوله مبنية للمجهول، وهو خطأ فهي مبنية للمعلوم فالمؤلف ما زال يروي عن ابن زبالة، وقد وردت الرواية مسندة بالنص لابن زبالة عند السمهودي ج ٣ ص ٨٥٥.
(٩) بقيع الزبير: كان يقع ما بين البقيع والمسجد في الناحية الجنوبية الشرقية في حارة كانت تعرف باسم الرستمية التي كانت امتدادًا لحارة الأغوات، وقد دخلت كل هذه الناحية في توسعة المسجد النبوي أو فنائه الجنوبي الشرقي.

<<  <   >  >>