للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند بيوت المُطرّفي عند خيام بني غفار، وأن تلك المنازل كانت منازل آل أبي رُهْم كلثوم بن الحصين الغفاري -رضي الله عنه-. وليست الناحية بمعروفة اليوم.

وروى أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خط المسجد الذي لجهينة، ولمن هاجر من بِلى (١)، وقال: نا إبراهيم بن عمر، عن سمعان، عن خارجة بن الحارث بن رافع بن مُكيث الجهني، عن أبيه، عن جده قال: جاء رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يعود رجلًا من أصحابه الربعَةَ (٢) من جهينة يقال له أبو مريم، فعاده بين منزل بني قيس العطار الذي فيه الأراكة (٣)، وبين منزلهم الآخر الذي يلي دار الأنصار، فصلى في المنزل، فقال نفر من جهينة لأبي مريم: لو لحقتَ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فسألته أن يخط لنا مسجدًا، فقال: احملوني فحملوه فلحق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال ما لك يا أبا مريم؟ فقال: يا رسول الله، لو خططتَ لنا مسجدًا. قال: فجاء إلى مسجد بني جهينة وفيه خيام لبلى فأخذ ضِلعًا أو محجنًا (٤)، فخط لهم به، فالمنزل لِبلى، والخِطَّة لجهينة.

قلت: وهذه الناحية اليوم معروفة، غربي حصن صاحب المدينة والسور القديم، بينها وبين جبل سَلْع المعروف المشهور، وعندها أثر باب من أبواب المدينة خراب، ويعرف إلى تاريخ هذا الكتاب وهو وآخر سنة أربعين وسبع مئة


(١) بلى وجهينة قبيلتان عربيتان مشهورتان وما زالتنا معروفتين ومتجاورتين في المدينة وفي شمال غربي الحجاز، وقد كان يطلق على باب الكومة الحالي في المدينة حتى عصر المؤلف درب جهينة كما سيأتي بعد قليل في المتن.
(٢) الربعة: فخذ من جهينة وقتذاك.
(٣) الأراكة واحدة شجر الأراك الذي يتخذ منه المساويك.
(٤) محجن: عصا غليظة معقوفة الرأس بحيث يمكن أن يهش بها أو يتناول بها الأشياء عن بعد.

<<  <   >  >>