للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مدنا، وفي صاعنا بركة مع بركة». ثم يعطيه أصغر من يحضره من الوِلدان (١).

وحدثنا السيد الشريف الإمام العالم العدل تاج الدين أبو الحسن علي بن أبي العباس أحمد بن عبد المحسن الحسيني العراقي- -رحمه الله- - بقراءتي عليه بثغر الإسكندرية في شهر رمضان سنة سبع وتسعين وست مئة، حدثنا الشيخ الإمام العالم الحافظ العلامة محب الدين (٢) أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل محمود بن الحسن بن هبة الله بن النجار البغدادي في شهر الله المحرم سنة أربع وثلاثين وست مئة بالمدرسة المستنصرية (٣) من بغداد، أنبأ (٤) أبو القاسم الزَّنْدَوَردِي، عن أبي علي المَقَّرِي، عن أبي نُعيْم الحافظ، عن جعفر الخواص، أنبأ أبو محمد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بن زيد، عن أبيه في قول الله -عز وجل-: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (٨٠)} (٥)، قد جعل اللهُ مدخلَ صدقٍ المدينةَ، ومخرجَ صدقٍ مكةَ، وسلطانًا نصيرا للأنصار. وحدثنا السيد تاج الدين، ثنا الشيخ محب الدين، أنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الحسن في كتابه، أنا أبو البركات بن المبارك، أنا


(١) نفسه.
(٢) هو محب الدين بن النجار: عالم مدينة بغداد ومؤرخها محب الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن هبة الله البغدادي، ولد عام ٥٧٣ هـ، زار كثيرًا من حواضر العالم الإسلامي في عصره ودرس في مدارس بغداد، وتتلمذ عليه كثيرون. ومن أشهر مؤلفاته الكافي في أسماء الرجال، وكنز الأيام، وغرر الفوائد، وذيل تاريخ مدينة السلام وكتب أخرى عن مكة والمدينة وبيت المقدس، ومنها كتابه الدرة الثمينة في أخبار المدينة الذي اعتمد عليه المؤلف اعتمادًا كبيرًا.
(٣) المدرسة المستنصرية: تنسب هذه المدرسة إلى منشئها الخليفة العباسي المستنصر (٦٢٣ - ٦٤٠ هـ) وكانت إحدى منارات العلم والمعرفة في العالم الإسلامي، وبمثابة جامعة تدرس فيها علوم كثيرة منها الفقه والطب، ودرس فيها عدد من مشاهير علماء المسلمين مثل رشيد الدين الفرغاني، وابن النجار البغدادي. ابن كثير: البداية والنهاية ج ١٣ ص ١٣٩ - ١٤٠، حسين أمين: المدرسة المستنصرية.
(٤) في (ب) أنبأنا.
(٥) سورة الإسراء، الآية: ٨٠.

<<  <   >  >>