للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موجود في المدينة، ذكروا أنه يوجد أبدًا في رائحة هوائها أو تربتها أو سائر أمورها، وقيل لموافقتها من قوله تعالى: {بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} (١)، وقيل لطهارتها من الكفر، من قوله تعالى: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} (٢)، والطيب والطاب لغتان بمعنى [واحد] (٣)، وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى (٤): يثرب اسم أرض، ومدينة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في ناحية منها.

قلتُ: وهي (٥) اليوم معروفة بهذا الاسم، وفيها نخيل كثير مُلكٌ لأهل المدينة وأوقاف للفقراء وغيرهم، وهي غربي مشهد أبي عمارة حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وشرقي الموضع المعروف بالبِرْكَة (٦)، مصرف عين الأزرق (٧)، ينزلها الراكب الشامي في وروده، وصدوره، وتُسميها الحجاج عيون حمزة.


(١) سورة يونس، الآية: ٢.
(٢) سورة النور، الآية: ٢. وقد سقطت الواو في الأصل.
(٣) الزيادة من (ص).
(٤) معمر بن المثنى أبو عبيدة التيمي علامة نحوي بصري، ولد عام ١١٠ هـ قدم بغداد في عهد الرشيد ودرس فيها علومًا كثيرة، وأخذ عنه كثيرون، له عناية بأخبار العرب والأمكنة والخيل، توفي عام ٢١٠ هـ. الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٢٥١ - ٢٥٧.
(٥) الضمير في هي يعود إلى يثرب.
(٦) البركة موضع يقع شمالي بئر رومة شمال شفير مجرى السيل هناك، وكانت تنتهي إليه مياه العين الزرقاء في القديم، وتقع فيه بعض المزارع الغناء، وما زال يعرف باسمه إلى اليوم، ويطلق على محلة هناك.
(٧) عين الأزرق هي العين التي أجراها مروان بن الحكم عندما كان واليًا عليها للخليفة معاوية بأمر منه، وسميت كذلك أو العين الزرقاء الذي هو اسمها الحالي نسبة إلى زرقة في عين مروان حيث كان يلقب بالأزرق. وأصل هذه العين ينبع من غربي مسجد قباء، وقد كانت المدينة تعتمد عليها في سقياها لعصور عدة حتى العصر الحديث ولها في داخلها عدة مناهل وقد أدركنا بعضها إلّا أنه قد جفت بعض منابعها واستغني عنها بمشروع تحلية مياه البحر في سقيا المدينة، وقد تحدث عنها المؤلف في بابها في آخر الكتاب، كما وصفها السمهودي ج ٢ ص ٩٨٢ - ٩٨٨ وألف فيها السيد أحمد ياسين الخياري رسالة سماها «التحفة الشماء في تاريخ العين الزرقاء».

<<  <   >  >>