للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجرجاني، أنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، أخبرني عمر بن حفص، أن ابن أبي مليكة كان يقول: من أحب أن يقوم وُجَاهَ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فليجعلِ القنديلَ الذي في القبلة عند القبر الشريف على رأسه.

وقال الشيخ أمين الدين أبو اليمن -رحمه الله- قال: أنا شيخنا أبو عمرو -رحمه الله-، وذكرَ بعضَ مَنْ أدركنا زمانه من مشايخ مكة من علماء وقته بها، أن الزائر\ المُسلِّم يأتي القبر المقدس من ناحية قبلته، فيقف عند محاذاة تمام أربع أذرع من رأس القبر بعيدًا، ويجعل القنديل على رأسه، ناظرًا إلى أسفل ما يستقبل من جدار القبر المقدس. غاضَّ الطّرف، في مقام الهيبة والإجلال. ثم يُسلِّم ولا يرفع صوته بل يقتصد فيقول: السلام عليك يا رسولَ الله، السلام عليك يا نبيَّ الله، السلام عليك يا حبيبَ الله (١).

قلت: حدثني الشيخ العدل العارف القدوة أبو محمد عبد الله بن عمران البسكري (٢) -رحمه الله-، أن الشيخ العدل الإمام أبا الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي الحسني (٣) -رحمه الله- ونفع به وببركته قال، عند وقوفه تجاه الحجرة الشريفة: السلام عليك سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- - كما أخبره بعض الفقراء مِمَّنْ كان معه- السلامُ عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك يا رسول الله، صلى الله عليك يا رسول الله أفضل وأزكى وأنمى وأعلى صلاة صلاها على أحد من أنبيائه وأصفيائه، أشهد يا رسول الله أنك بلغتَ ما أُرسلتَ به، ونصحتَ أمتك وعبدتَ ربك حتى أتاك اليقين، وكنتَ كما نَعَتَكَ


(١) هذه الصيغة غير معروفة ومتأخرة. وانظر هامش رقم (٢) في الصفحة الآتية.
(٢) في الأصل البكري والصحيح ما أثبتناه من (ب).
(٣) علي بن عبد الله الشاذلي: ولد في إفريقية عام ٥٩١ هـ ونشأ في تونس وفيها تفقه وتصوف حتى أصبح رأس الطريقة الصوفية المنسوبة إليه، وكان ضريرًا، ورحل إلى الشرق فزار مصر والحجاز والعراق ثم سكن الإسكندرية حتى توفي بالقرب من عيذاب في طريقه إلى الحج عام ٦٥٦ هـ. الزركلي: الأعلام ج ٥ ص ١٢٠.

<<  <   >  >>