للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونقل الشيخ محب الدين ابن النجار (١) -رحمه الله- قال أهل السير: بَنى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مسجده مرتين بناه حين قَدم أقل من مئة في مئة، فلما فَتح الله عليه خيبر بناه وزاد عليه في الدور مثله، وصلى فيه -صلى الله عليه وآله وسلم- متوجهًا إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، ثم أُمر بالتحول إلى الكعبة، فأقام رهطًا (٢) على زوايا المسجد ليُعدلَ القبلة، فأتاه جبريل -عليه السلام- فقال: يا رسول الله ضع القبلةَ وأنت تنظر إلى الكعبة، ثم مال بيده هكذا فأماط كل جبل بينه وبين القبلة، فوضع القبلة وهو ينظر إلى الكعبة لا يحول دون نظره شيء، فلما فرغ قال جبريل: هكذا، فأعاد الجبال والشجر والأشياء على حالها، وصارت قبلته إلى الميزاب (٣).

وأخبرنا الشيخ تاج الدين، أنا الشيخ الإمام محب الدين (٤)، أخبرنا أبو القاسم الطُغري والأزجي في كتابيهما، عن أبي علي الأصفهاني، عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي محمد، عن أبي محمد الخلدي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا محمد بن الحسن، حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن أبي هلال، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كانت قبلة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الشام، وكان مصلاه الذي يُصلي فيه بالناس إلى الشام من مسجده، [وهو] أن تضع الأسطوانة المُخلَّقة (٥) اليوم خلفَ ظَهرِك ثم تمشي مستقبل الشام وهي خلف ظهرك، حتى إذا كنتَ محاذيًا باب عثمان -رضي الله عنه- المعروف اليوم بباب جبريل -عليه السلام-، والباب على منكبك الأيمن،


(١) الدرة الثمينة ص ٧٠.
(٢) أي جماعة.
(٣) سنده ضعيف ومتنه منكر، انظر سعيد بن منصور ج ٢ ص ٦٧٢؛ وانظر محمد بن يوسف الصالحي: سبل الهدى والرشاد ج ٣ ص ٤٩١ حيث أورد الخبر مطولًا.
(٤) محب الدين: هو ابن النجار: الدرة الثمينة في محاسن المدينة ص ٧٠.
(٥) الأسطوانة المخلقة أي التي كان يوضع عليها الخلوق وهو الطيب والبخور وهي أقرب الأسطوانات إلى محرابه -صلى الله عليه وآله وسلم- وتسمى أحيانًا الأولى وما زال مكتوبًا عليها اسمها.

<<  <   >  >>