للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بباب عاتكة ابنة عبد الله بن يزيد بن معاوية، كانت لها دار تُقابل الباب فنسب (١) إليها كما نُسب باب عثمان وباب مروان.

وتولى مصر آخر تلك السنة الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي (٢) ويعرف بالبندقداري (٣)، فعمل بأيامه باقي المسجد الشريف، من باب الرحمة إلى شمالي المسجد، ثم إلى باب النساء. وكَمُل سقف المسجد كما كان قبل الحريق سقفًا فوق سقف، ولم يزل على ذلك حتى جددوا السقف الشرقي والسقف الغربي في سنَتَيْ خمس وست وسبع مئة في أوائل دولة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون (٤) الصالحي، خلد الله ملكه؛ فَجُعِلَا سقفًا واحدًا نُسبة (٥) السقف الشمالي، فإنه جعل في عمارة الظاهر كذلك.

وكان الملك المظفر صاحب اليمن قد عمل منبرًا فأرسله في سنة ست وخمسين [وست مئة]، ونصب في موضع منبر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ثم لم يزل إلى سنة ست وستين وست مئة، عشر سنين يخطب عليه. رُمَّانتاه من الصندل، فأرسل الملك الظاهر هذا المنبر الموجود اليوم، فقلع منبر صاحب اليمن، وحُمل إلى حاصل الحرم، وهو باق فيه، ونصب هذا مكانه، وطوله أربع أذرع، ومن رأسه إلى عتبته سبعة أذرع تزيد قليلًا، وعدد درجاته سبع بالمقعد.

والمنقول أن ذرع ما بين المنبر ومصلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي نُقِلَ بالتواتر، والذي كان يصلي فيه إلى أن تُوفي -صلى الله عليه وآله وسلم- أربع عشرة ذراعًا وشبر. وإن ذرع ما بين القبر المقدس والمنبر الشريف، ثلاثة وخمسون ذراعًا.


(١) في الأصل ينسب، وفي (ص) فنسب وهو الصحيح.
(٢) بيبرس الصالحي هو السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري (٦٥٨ - ٦٧٦ هـ) قائد معركة عين جالوت مع السلطان قطز، وكانت له عناية بالجيوش والعمارة والبريد.
(٣) في الأصل بالبندقدار، وفي (ب) و (ص) كما أثبتناه وهو الصحيح. أي الرامي بالبَنْدق وهو أحد أنواع الأسلحة.
(٤) السلطان الناصر محمد بن قلاوون (٦٩٣ - ٦٩٤ هـ) أحد سلاطين المماليك في مصر تولى السلطنة أكثر من مرة وما يذكره المؤلف تم في المدة الثانية من حكمه (٦٩٨ - ٧٠٨ هـ).
(٥) نسبة السقف: أي في مستواه.

<<  <   >  >>