للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك السنة بها الملك المنصور نور الدين علي (١) بن الملك المعز عز الدين أيبك الصالحي. ووصل أيضًا من صاحب اليمن الملك المظفر شمس الدين يوسف (٢) بن الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول آلات وأخشاب، فعملوا إلى باب السلام المعروف قديمًا بباب مروان بن الحكم، ثم عُزل صاحب مصر المذكور وتولى مكانه مملوكُ أبيه، الملك المظفر سيف الدين قطز (٣) المعزي، واسمه الحقيقي محمود بن ممدود، وأمه أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه (٤) وأبوه ابن عمه، وقع عليه السبي عند غلبة التتار، فَبِيعَ بدمشق ثم انتقل بالبيع إلى مصر، وتُمُلِّك سنة ثمان وخمسين وست مئة.

وفي شهر رمضان من السنة المذكورة كانت واقعة عين جالوت (٥) التي أعز الله فيها الإسلام وأهله، وخذل الكفر وأهله على يديه. ولم يستكمل في ملكه السنة بكمالها بل قتل بعد الواقعة بشهر وهو داخل إلى مصر. فكان العمل في المسجد الشريف تلك السنة من باب السلام إلى باب الرحمة المعروف قديمًا


(١) نور الدين علي: هو السلطان المملوكي المنصور نور الدين علي (٦٥٥ - ٦٥٧ هـ).
(٢) الملك المظفر يوسف: هو ثاني ملوك الدولة الرسولية باليمن تولى الملك فيها من سنة ٦٤٧ هـ حتى وفاته سنة ٦٩٤ هـ، وكان له عناية بالعلوم والطب وعمارة المسجد الحرام وكسوة الكعبة، وتجديد مسجد الخيف بمنى، ومسجد عبد الله بن عباس بالطائف، وكان يوصف بحسن السيرة والكف عن أموال الرعية. الخزرجي: العقود اللؤلؤية ج ١ ص ٣٨٨ - ٣٨٩.
(٣) الملك المظفر سيف الدين قطر هو أحد سلاطين دولة المماليك في مصر تولى سنة ٦٥٧ هـ.
(٤) جلال الدين خوارزم شاه: هو آخر حكام الدولة الخوارزمية في بلاد ما وراء النهر حيث قضى عليه المغول سنة ٦٢٨ هـ عندما دمروا خوارزم وقضوا على جلال الدين على الرغم من استماتته في الوقوف في وجه الزحف المغولي. بوزورث: الأسر الحاكمة في الإسلام ص ١٥٨ - ١٥٩.
(٥) عين جالوت: هي المعركة الفاصلة المشهورة التي انهزم فيها المغول على يد المماليك لأول مرة منذ دخولهم العالم الإسلامي، على صعيد عين جالوت بالقرب من نابلس بفلسطين، وذلك سنة ٦٥٨ هـ/ ١٢٥٨ م.

<<  <   >  >>