للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جَبلة بن عمرو الساعدي، ثم صارت لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان -رضي الله عنه-، ثم صارت لأسماء المذكورة، وقد سُد هذا الباب أيضًا عند تجديد الحائط الشرقي من المنارة الشرقية الشمالية إلى هذا الباب المذكور، في أيام الإمام الناصر لدين الله (١) سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ودار أسماء المذكورة اليوم رباط للنساء (٢).

والسادس باب يقابل دار خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وقد دخل في بناء الحائط المذكور. وهي الآن رباط للرجال ومعها من جهة الشمال دار عمرو بن العاص -رضي الله عنه-. والرباطان المذكوران بناهما قاضي القضاة كمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرَزَوَرِي (٣).

والباب السابع كان يُقابل زقاق المناصع (٤) بين دار عمرو بن العاص ودار موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، والزقاق اليوم ينفذ إلى دار الحسن بن علي العسكري -رحمه الله- (٥)، وكان الزقاق نافذًا


(١) الناصر لدين الله هو الخليفة العباسي الرابع والثلاثون واسمه أحمد بن المستضيء (٥٧٥ - ٦٢٢ هـ) كان حكمه ضعيفًا على الرغم من طوله. القلقشندي: الأناقة ج ٢ ص ٥٦ - ٥٧.
(٢) كان يقوم في المدينة أربطة للرجال وأخرى للنساء في زمن المؤلف، وهذه إشارة مهمة.
(٣) كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوري قاضي القضاة بدمشق في عهد السلطان الأيوبي نور الدين زنكي، أسس عددًا من المدارس في الموصل ونصيبين، توفي سنة ٥٧١ هـ، ابن كثير: البداية والنهاية ج ١٢ ص ٢٩٦ - ٢٩٧.
(٤) المناصع: جمع منصع، وهي مواضع يذهب إليها ويتخلى فيها لقضاء الحاجة في الأماكن أو الأحياء التي ليس في كُنُف في الدور، وقد كانت تقع في المدينة شرق المسجد النبوي محاذية للبقيع من ناحية الشمال. ابن منظور ج ٦ ص ٦٤٩؛ السمهودي: وفاء الوفاء ج ٤ ص ١٣١٣.
(٥) الحسن بن علي بن موسى العسكري أحد أئمة الشيعة الإمامية، توفي سنة ٢٦٠ هـ. الذهبي: سير أعلام النبلاء ق ٢ ج ١٣ ص ١٢١.

<<  <   >  >>