للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن النجار] (١) فجاؤوا فقال: يا بني النجار ثامنوني (٢) بحائطكم هذا فقالوا: لا والله ما نطلب ثمنه إلَّا إلى الله، والحديث مذكور في الصحاح (٣).

قلت: ظاهر الحديث أنهم لم يأخذوا لم ثمنًا وذكر محمد بن سعد في تاريخه الكبير (٤) عن الواقدي أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- اشتراه من ابني عفراء بعشرة دنانير ذهبًا دفعها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وذلك والله أعلم- أنه لما كان لليتيمين لم يقبله من بني النجار إلّا بالثمن، وكانت دار بني النجار أوسط دور الأنصار، وأفضلها. وبنو النجار أخوال عبد المطلب بن هاشم جد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أمه سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. كما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: «خير دور الأنصار دار بني النجار» (٥). روى الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن بن زبالة عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عتبة، عن أبيه، قال: اختار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على عينيه فنزل منزله وتَخيَّره، وتَوسط الأنصار.

قلت: ولا يُنافي ذلك ما ورد أنه لما ركب من قُبا يوم الجمعة، كان كلما حاذى أو مَر على دارٍ من دور الأنصار يدعونه إلى المقَام عندهم، يا رسول الله هُلُّم إلى القوة والمَنعة، فيقول لهم: خلوا سبيلها، يعني ناقته، فإنها مأمورة، وهو قد أرخى لها زمامها، وما يحركها، وهي تنظر يمينًا وشمالا، حتى بركت حين بركت، على باب مسجده، ثم ثارت وهو عليها فسارت حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-، ثم التفتت يمينًا وشمالًا ثم ثارت وبركت في


(١) ما بين القوسين المربعين سقط من الأصل، وأثبت من (ب) و (ص).
(٢) ثامنوني: ثمنوه أي قدروا ثمنه.
(٣) انظر البخاري ج ١ ص ١٦٥، ج ٢ ص ٧٤٢، مسلم ج ١ ص ٣٧٣.
(٤) أي في كتابه الطبقات الكبرى ج ١ ص ٢٣٩.
(٥) البخاري ج ٣ ص ١٣٨٠.

<<  <   >  >>