للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبه إلى مسلم، وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، ثنا عبد الله بن وهب، أنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب أنه سمع محمد بن قيس يقول: سمعتُ عائشة -رضي الله عنه- ا تُحدّث فقالت: ألا أحدثكم عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعنِّي؟ قلنا: بلى، ح (١)، وحدثني مَنْ سمع حجاجًا الأعور واللفظ له، ثنا حجاج بن محمد، ثنا ابن جريج، أخبرني عبد الله رجل من قريش، عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، أنه قال يومًا: ألا أحدثكم عني وعن أُمي؟ قال: فظننا أنه يريد أمه التي ولدته، قال: قالت عائشة -رضي الله عنه- ا: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-؟ قلنا: بلى، قال: قالت: لما كان ليلتي التي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، واضطجع، فلم يلبث إلّا ريثَ ما ظَنَّ أن قد رَقدتُ، فأخذ رداءه رويدًا، وانتعل رويدًا، وفتح الباب فخرج ثمّ أجافه (٢) رويدًا، وجعلت درعي (٣) في رأسي، واختمرت (٤)، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع، فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت، فأسرعَ وأسرعتُ، فهرول فهرولتُ، فأحضر فأحضرتُ فسبقته فدخلت، فليس إلّا أنِ اضطجعتُ فدخل فقال: مالك يا عائش (٥) حَشْيًا (٦) رابية، قالت: قلتُ: لا شيءَ، قال: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير، قالت: قلتُ: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فأخبرته قال: فأنتِ السواد الذي رأيتُ أمامي، قلت: نعم، فلهزني في صدري لهزة


(١) (ح) رمز للتحويل في الإسناد.
(٢) أجافه: أي رده.
(٣) درعي: أي قميصي.
(٤) اختمرت: أي لبست خماري.
(٥) هكذا في الأصل وفي (ب) وفي (ص) يا عائشة.
(٦) حشيًا: الحشي هو النهيج الذي يعرض للمسرع في مشيته من ارتفاع النَّفَس وتواتره. ابن منظور: لسان العرب ج ١ ص ٦٤٦.

<<  <   >  >>