للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوجعتني، ثم قال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله، قال: نعم، قال: «فإن جبريل -عليه السلام- أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك، فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك، وقد وضعتِ ثيابك وظننتُ أن قد رقدتِ فكرهتُ أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي، فقال: إنَّ ربك يأمُرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت: قلتُ: فيكف أقول لهم يا رسول لله؟ قال: قولي: السلامُ عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» (١).

وحدثنا الشريف العدل تاج الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن ثنا الإمام محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن محاسن، أنا القاسم بن علي، أخبرنا أبو محمد الداراني، أنا أبو الفرج الإسفراييني، أنا محمد بن الحسين، ثنا أبو الطاهر القاضي، أنا محمد بن عبدوس، ثنا سعيد بن زياد، وأبو عاصم قال: زعم مولاي، قال: حدثتني أم قيس بنت محصن قالت: لو رأيتني ورسولَ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أخذ بيدي في سكة المدينة، حتى انتهى إلى البقيع، بقيع الغرقد، فقال: «يا أم قيس، فقلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: ترين هذه المقبرة؟ قلتُ: نعم يا رسول الله، قال: يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألفًا على صورة القمر ليلة البدر، يدخلون الجنة بغير حساب» (٢).

وبه قال الشيخ محب الدين (٣) أنا أبو محمد بن أبي القاسم في كتابه، أنا أبو القاسم السوسي، أنا جدي أبو محمد، أنا أبو الحسن الربعي: إجازة، أنا


(١) مسلم ج ٢ ص ٦٧٠.
(٢) هذا الحديث ضعيف الإسناد بسبب لين أبي عاصم راويه، وقد ورد برواية أبي هريرة في الصحيح وليس فيه أنهم يبعثون من البقيع. الرفاعي: الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص ٦٠٦.
(٣) محب الدين: الدرة الثمينة ص ١٥١.

<<  <   >  >>