للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً} .

فإذا أراد العبد أن يفتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي.

فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة كان أمره فرطاً.

ومعنى الفرط قد فسر بالتضييع، أي أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به وبه رشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه، وفسر بالاسراف أي قد أفرط، وفسر بالإهلاك، وفسر بالخلاف للحق.

وكلها أقوال متقاربة، والمقصود أن الله سبحانه وتعالى نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات، فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه فإن وجده كذلك فليبعد منه.

وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى عز وجل واتباع السنة وأمره غير مفروط عليه بل هو حازم في أمره فليستمسك بغرزه، ولا فرق بين الحي والميت إلا بالذكر، فمثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت.

وفي المسند مرفوعاً «أكثروا ذكر الله تعالى حتى يقال مجنون» .

[وفي الذكر أكثر من مائة فائدة:]

(إحداها) أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.

[الثانية]

أنه يرضي الرحمن عز وجل.

[الثالثة]

أنه يزيل الهم والغم عن القلب.

[الرابعة]

أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.

[الخامسة]

أنه يقوى القلب والبدن.

[السادسة]

أنه ينور الوجه والقلب.

[السابعة]

أنه يجلب الرزق.

[الثامنة]

أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.

[التاسعة]

أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة

<<  <   >  >>