الْمَدِينَةِ وَنَحْوِيَّهَا وَكَانَ أَصَمَّ لَا يَسْمَعُ الْبُوقَ، فَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ يَسْمَعُهُ، وَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى نَافِعٍ قِرَاءَتَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَكَتَبْتُهَا عَنْهُ وَقَالَ: قَالَ نَافِعٌ: كَمْ تَقْرَأُ عَلَيَّ، اجْلِسْ إِلَى اصْطُوَانَةٍ حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكَ مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْكَ.
وَتُوُفِّيَ وَرْشٌ بِمِصْرَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، رَحَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَقْرَأَ عَلَى نَافِعٍ فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ خَتَمَاتٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَرَجَعَ إِلَى مِصْرَ فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ الْإِقْرَاءِ بِهَا فَلَمْ يُنَازِعْهُ فِيهَا مُنَازِعٌ مَعَ بَرَاعَتِهِ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَمَعْرِفَتِهِ فِي التَّجْوِيدِ وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ قَالَ: يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى كَانَ وَرْشٌ جَيِّدَ الْقِرَاءَةِ حَسَنَ الصَّوْتِ، إِذْ يَهْمِزُ وَيَمُدُّ وَيُشَدِّدُ وَيُبَيِّنُ الْإِعْرَابَ لَا يَمَلُّهُ سَامِعُهُ.
وَتُوُفِّيَ أَبُو نَشِيطٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ وَوَهِمَ مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ وَكَانَ ثِقَةً ضَابِطًا مُقْرِئًا جَلِيلًا مُحَقِّقًا مَشْهُورًا، قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: صَدُوقٌ سَمِعْتُ مِنْهُ مَعَ أَبِي بِبَغْدَادَ.
وَتُوُفِّيَ الْحُلْوَانِيُّ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أُسْتَاذًا كَبِيرًا إِمَامًا فِي الْقِرَاءَاتِ عَارِفًا بِهَا ضَابِطًا، لَا سِيَّمَا فِي رِوَايَتَيْ قَالُونَ وَهِشَامٍ رَحَلَ إِلَى قَالُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ وَكَانَ ثِقَةً مُتْقِنًا.
وَتُوُفِّيَ ابْنُ بُويَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ ثِقَةً كَبِيرًا مَشْهُورًا ضَابِطًا وَبُويَانُ بِضَمِّ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَوَاوٍ سَاكِنَةٍ وَيَاءٍ آخِرَ الْحُرُوفِ، وَإِنَّ ابْنَ غَلْبُونَ يَقُولُ فِيهِ ثَوْبَانُ بِمُثَلَّثَةٍ، ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ وَهُوَ تَصْحِيفٌ مِنْهُ.
وَتُوُفِّيَ الْقَزَّازُ فِيمَا أَحْسَبُ قَبْلَ الْأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَكَانَ مُقْرِئًا ثِقَةً ضَابِطًا ذَا إِتْقَانٍ وَتَحْقِيقٍ وَحِذْقٍ.
وَتُوُفِّيَ ابْنُ الْأَشْعَثِ قُبَيْلَ الثَّلَاثِمِائَةٍ فِيمَا قَالَ الذَّهَبِيُّ وَكَانَ إِمَامًا ثِقَةً ضَابِطًا لِحَرْفِ قَالُونَ انْفَرَدَ بِإِتْقَانِهِ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ.
وَتُوُفِّيَ ابْنُ أَبِي مِهْرَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ مُقْرِئًا مَاهِرًا ثِقَةً حَاذِقًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute