للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني فرق بين ألف وأربعمائة وعشرين وبين ألف وثلاثمائة وتسعين، قد يقول قائل: إذا كان المنظور إليه في تقدم الوفاة أو تأخر السماع هو اجتماع رأي الشيخ، وعدم تطرق الخلل إليه مع طول المدة، قد يكون هذا الشيخ حفظ في أول الأمر حفظه فيه خلل، يعني ما ثبّت حفظه، ثم بعد مدة طويلة درس هذا الكتاب وعلمه، وتردد عليه، يكون الرواية عنه في آخر الأمر أفضل بلا شك، لكن في الجملة أن حفظ الشباب أقوى من حفظ الشيوخ، قال -رحمه الله-:

ثم علو قدم الوفاةِ ... أما العلو لا مع التفاتِ

لآخر. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .

يعني على الصرف، الأصل أنه ممنوع من الصرف، لكنه صرف للضرورة.

. . . . . . . . . فقيل: للخمسينا ... أو الثلاثين مضت سنينا

ثم علو قدم السماعِ ... . . . . . . . . .

يعني فرق بين أن تروي عن شيخ مات قديماً في أول أيام طلبك، وبين شيخ عمّر فشاركك في الرواية منه تلاميذك وتلاميذهم، وأيضاً فرق بين أن تروي عن شيخ واحد في أول أمره ومجتمع واكتمال قواه، وبين أن تروي عنه بعد أن اعتراه ما اعتراه مع طول الوقت.

ثم علو قدم السماعِ ... وضده النزول كالأنواعِ

يعني إذا كانت أقسام العلو خمسة فأقسام النزول خمسة.

. . . . . . . . . ... وضده النزول كالأنواعِ

وحيث ذُم فهو ما لم يجبرِ ... والصحة العلو عند النظرِ

حيث ذم النزول، متى يذم النزول؟ إذا تطرق الخلل إليه، وكذلك يذم العلو إذا كان في الطريق من يدخل الخلل إلى الحديث من قبله.

. . . . . . . . . فهو ما لم يجبرِ ... والصحة العلو عند النظرِ

يعني المرد في ذلك كله والحَكَم هو الصحة، بنظافة الأسانيد، بثقة الرواة، واتصال الأسانيد، المعول على هذا أولاً وأخراً، لكن إذا استوت هذه الأسانيد من حيث ثقة الرواة، وضبطهم وإتقانهم، واتصال الأسانيد فلا شك أن القول بتفضيل العلو هو المتجه.