يعني من يكنى بأبي معشر وأبي العالية براء، فتقول في أبي معشر اسمه: البرّاء بالتشديد، وكذلك أبو العالية اسمه: البرّاء بالتشديد، وهو من بري الأعواد كالسهام مثلاً، والذي يبري الأقلام يقال له: براء، وما عداهما فهو بالتخفيف، كالبراء بن عازب ونحوه، إذا ضبط هذين الاثنين أبو معشر البراء وأبو العالية البراء فالباقي على الجادة بالتخفيف، البراء، بشر بن البراء بن معرور، والبراء بن عازب وغيرهما كثير، يعني هذا الأصل في التسمية، ولا يوجد في التشديد إلا من كنى بمعشر، لكن لا يلزم أن كل من كنى بمعشر اسمه البراء، لا، أبو معشر الطبري، هذا من القراء، وليس اسمه البراء لكن أبو معشر البراء هو الذي ينطق بالتشديد، فلا يقال: أبو معشر البراء، ولا يقال: أبو العالية البراء، بل هو بالتشديد.
"وبجيم جاريه" جارية بن قدامة ضبطه بالجيم وبالياء، فلا يلتبس بحارثة، سموا بجارية، يعني سموا رجل جارية، وسموا جويرية، يعني حارثة هذا كثير فيهم، ولا يستغرب أن يسمى حارثة، ويسمى حارث، لكن يسمى جارية التي هي علم على المملوكة أو على الصغيرة من النساء؟! وأغرب من ذلك أن يسمى جويرية بن أسماء، الولد اسمه: جويرية، وأبوه اسمه: أسماء، مباشرة لو صنفت فهرس للأعلام، لكتاب من الكتب جورية بن أسماء، هذا هو وأبوه من النساء، يوضع في النساء؛ لأننا رأينا من فهرس بعض الكتاب وجعل واثلة بن الأسقع مع النساء، طيب جويرية بن أسماء وين بيوديه هذا؟ طيب من الطرائف التي ذكرها وذكرتها مرة ذكرها الجاحظ في كتاب الحيوان، ذكر عن شخص قال: كان لي جار رافضي يلعن طلحة كل صباح ومساء، فقلت له: أتعرف طلحة هذا الذي تعلنه؟ قال: أليس هو زوجة الزبير؟! طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، لماذا؟ لأن فيها تاء التأنيث، فإذا وجد جارية يعني استغرب أنه يسمى رجل باسم جارية، فضلاً عن أن يقال: جويرية مثلاً أو يسمى رجل باسم أسماء، فتضبط مثل هذه الأمور لئلا يقع الإنسان في الخطأ المضحك، يعني واثلة بن الأسقع يوضع في فهرس النساء، فمن أجل هذا صنفوا في المؤتلف والمتخلف لئلا يقع طالب العلم في مثل هذه الأخطاء.