للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ننظر ويش يقول؟ سنة عشر اللي هي سنة حجة الوداع، يقول: ذو الحجة الجمعة، إذا قلنا: بداية ذو الحجة الجمعة، اتفق لنا أن يكون الاثنين من ربيع الأول الثاني عشر، لكن هل يصح أن نقول: إن الجمعة هو أول ذو الحجة؟ متى تكون الوقفة؟ السبت، تكون الوقفة السبت، ما تكون الجمعة، وهذا محل اتفاق جاءت به النصوص المتظاهرة المتكاثرة الصحيحة أنها في يوم الجمعة، لكن بعضهم قال: لعله في هذه السنة اختلفت رؤية الهلال بين المدينة ومكة، فرؤي الهلال بالمدينة ليلة الجمعة، فكان الأول من ذي الحجة يوم الجمعة، ورؤي الهلال بمكة ليلة الخميس، فصارت الحجة على رؤية أهل مكة، والوفاة على رؤية أهل المدينة، يعني على القول باختلاف المطالع، أو يكون حال دون رؤية الهلال شيء بالمدينة أو شيء، لكن على كل حال الكلام هذا من أجل الدفاع عما جرى عليه الجمهور، وإلا بعض المحققين يحرر أنه في الثاني من شهر ربيع الأول، الثاني يوم الاثنين الثاني من شهر ربيع الأول، وكأنه يميل إلى أن عشر تصحفت عن شهر الأصل: الثاني شهر ربيع الأول، أو من شهر، فقال: الثاني عشر، على كل حال ما الذي يترتب على هذا؟ يعني أن الخلاف في الوفاة ورد نظيره في الميلاد، يعني كونه الثاني عشر من ربيع الأول كون النبي -عليه الصلاة والسلام- ولد في الاثنين ومات في الاثنين هذا ما فيه إشكال، حتى جاءت به نصوص مرفوعة، ((ذاك يوم ولدت فيه)) لكن كونه الثاني عشر محل خلاف، وبعض المحققين يحررون أنه في الثامن من ربيع الأول، ولادته -عليه الصلاة والسلام-، وما تتابعوا عليه من أنه الثاني عشر، وإقامة الموالد في هذا اليوم نفسه يعني إحياءً لهذه البدعة، يعني على اعتبار مثلاً كيف يتتابعون على مثل هذا الخطأ، إضافة على أنه لو ثبت وتقرر وأجمع على أنه في الثاني عشر هل يسوغ أن يقام فيه هذا العيد الذي يفعل ويتقرب به إلى الله -جل وعلا- من دون أصل شرعي؟

نعود إلى الوفاة وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، كونه في الثاني عشر أو في الثاني مثاره إشكال السهيلي، ولا شك أن الإشكال إذا طبق على الواقع يعني مشكل يعني، مع أنهم تتابعوا عليه يعني المؤرخين وأصحاب المغازي والسير تتابعوا على ذلك.