للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه إلى غيره، والحمد اللَّه الذي هو ثقتنا حين تنقطع عنا الحِيل، والحمد للَّه الذي هو رجاؤنا حين يسوء ظننا بأعمالنا، والحمد للَّه الذي يكشف ضرّنا عند كربتنا، والحمد للَّه الذي يَجزي بالإحسان إحسانًا، والحمد للَّه الذي يَجزي بالصبر نجاة" (١).

ويُذكر عنه : أنه كان إذا نظر في المرآة قال: "الحمد للَّه الذي حَسّنَ خَلقي وخُلُقي، وزان مني ما شان من غيري" (٢).

وقال ابن سيرين: كان ابن عمر يكثر النظر في المرآة، وتكون معه في الأسفار، فقلت له: ولمَ؟ قال: "أنظرُ فما كان في وجهي زين، فهو في وجه غيري شين، أحمد اللَّه عليه" (٣).


(١) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (١٧٦).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (١٧٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٤٤٥٩)، عن محمد بن جعفر مرسلًا.
وللحديث شاهد من حديث عبد اللَّه بن عباس، أخرجه الطبراني في "الكبير" رقم (١٠٧٦٦)، وأبو يعلى في "مسنده" (٢٦١١).
وله شاهد آخر من حديث أنس بن مالك، أخرجه الطبراني في "الأوسط" رقم (٧٨٧)، وابن المبارك في "الزهد" رقم (١١٧٤).
وله شواهد أخرى ذكرها الألباني في "إرواء الغليل" عند الحديث رقم (٧٤)، ثم قال بعد تخريجها: "ومما سبق يتبين أن هذه الطرق كلها ضعيفة، ولا يمكن القول بان هذه الطرق يقوي بعضها بعضًا لشدة ضعفها كما رأيت، من أجل ذلك لا يصح الاستدلال بالحديث على مشروعية هذا الدعاء عند النظر في المرآة. . . نعم لقد صحّ هذا الدعاء عنه عنه مطلقًا دون تقييد بالنظر في المرآة ".
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (١٧٨). وفيه: "وهو في. . . "، وفي غير الأصل: "من وجهي".

<<  <  ج: ص:  >  >>