للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى من هو دونه فحمد اللَّه على ما فضله به عليه، كتبه اللَّه صابرًا شاكرًا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه، فأسف على ما فاته منه، لم يكتبه اللَّه صابرًا ولا شاكرًا" (١).

وبهذا الإسناد عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا عليه: "أربع خصال من كنّ فيه بنى اللَّه له بيتًا في الجنة: من كان عصمة أمره لا إله إلا اللَّه، وإذا أصابته مصيبة قال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، وإذا أعطي شيئًا قال: الحمد للَّه، وإذا أذنب ذنبًا قال: أستغفر اللَّه" (٢).

وقال ابن المبارك: عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (٣)[الإسراء: ٣] قال: "لم يأكل شيئًا إلا حمد اللَّه عليه، ولم يشرب شرابًا قط إلا حمد اللَّه عليه، ولم يمشِ مشيًا قط إلا حمد اللَّه عليه، ولم يبطش بشيء قط إلا حمد اللَّه عليه، فأثنى اللَّه عليه أنه كان عبدًا شكورًا" (٣).

وقال محمد بن كعب القرظي: "كان نوح إذا أكل قال: الحمد للَّه، وإذا شرب قال: الحمد للَّه، وإذا لبس قال: الحمد للَّه، وإذا ركب قال: الحمد للَّه، فسمّاه اللَّه عبدًا شكورًا" (٤).


(١) "الزهد" لابن المبارك رقم (١٨٠) -زوائد نعيم-. ورواه الترمذي في "جامعه" رقم (٢٥١٢)، وقال: "حسن غريب".
(٢) "الزهد" لابن المبارك (١٨٢) -زوائد نعيم-. ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (٢٠٥).
(٣) "الزهد" لابن المبارك رقم (٩٤١).
ورواه ابن جرير في "تفسيره" (١٥/ ١٩)، وابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (٢٠٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٤٤٧٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٢/ ٢٧٤).
(٤) رواه ابن المبارك في "الزهد" رقم (٩٤٠)، وابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" =

<<  <  ج: ص:  >  >>