للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعيل، إذا افتقر، وأعال يُعيل: إذا صار ذا عيال، مثل: ألبن، وأتمر وأثرى، إذا صار ذا لبن وتمر وثروة.

وعال يعول: إذا جار، ومنه قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (٣)[النساء: ٣].

وقيل: المعنى ألا [تكثر عيالكم] (١).

والقول هو الأول لوجوه:

أحدها: أنه لا يعرف في اللغة عال يعول إذا كثر عياله، وإنما المعروف في ذلك عال يَعيل، وأما عال يعول فهو بمعنى الجور ليس إلا، هذا الذي ذكره أهل اللغة قاطبة.

الثاني: أنه سبحانه قابل ذلك بالعدل الذي نقلهم عند خوفهم من فقده إلى الواحدة أو التسري بما شاؤوا من ملك أيمانهم، ولا يحسن هذا التعليل بعدم العيال.

يوضحه:

الوجه الثالث: أنه سبحانه نقلهم عند الخوف من عدم القسط في نكاح اليتامى إلى نكاح من سواهن من النساء، لئلا يقعوا في ظلم أزواجهم (٢) اليتامى؛ وجوّز لهم نكاح الواحدة وما فوقها إلى الأربع، ثم نقلهم عند خوف الجور وعدم العدل في القسمة إلى الواحدة أو النوع الذي لا قسمة عليهم في الاستمتاع بهن، وهن الإماء. فانتظمت الآية


(١) في الأصل مكان هذه العبارة: "تجوروا". وقد كتب عليها في الهامش: "ينظر". والتصويب من (ب)، وهو الموافق للسياق، واللَّه أعلم.
(٢) في الأصل: "أزواجهن"، والمثبت من النسخ الثلاث الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>