للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤمن فقير يعطي على جهد" (١). (٢)

قلت: لم يذكر لهذا الحديث إسنادًا فينظر فيه، وحديث لا يعلم حاله لا يُحتج به، ولو صح لم يكن فيه دليل؛ لأنه تضمن تفضيل فقير يتصدق من جهده فمعه صبر الصابرين وغنى الشاكرين، فقد جمع بين موجبي التفضيل وسببيه، ولا ريب أن هذا أفضل الأقسام الثلاثة، ودرهمه الواحد يسبق مائة ألف درهم من غيره، كما قال رسول اللَّه : "سبق درهم ممائة ألف درهم" قالوا: يا رسول اللَّه وكيف يسبق درهم مائة ألف؟ قال: "رجل كان له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به، وآخر له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها".

رواه النسائي من حديث صفوان بن عيسى حدثنا ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة (٣).

وذكر البيهقي من حديث الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن على قال: جاء ثلاثة نفر إلى النبي فقال أحدهم: كانت لي مائة أوقية فتصدقت منها بعشر [أواق، وقال الآخر: كانت لي مائة دينار فتصدقت منها بعشرة] (٤) دنانير، وقال الآخر: كانت لي عشرة دنانير فتصدقت منها


(١) رواه ابن عدي في "الكامل" (٤/ ٢٣٨) في ترجمة عبد اللَّه بن دينار البهراني، من طريقه عن نافع عن ابن عمر به.
وعبد اللَّه بن دينار هذا ضعيف كما في "الكامل" وفي "تقريب التهذيب" ص ٥٠٤.
(٢) "التمام" (٢/ ٣٠٣).
(٣) "سنن النسائي المجتبى" رقم (٢٥٢٨). وصححه ابن خزيمة فأخرجه في "صحيحه" رقم (٢٤٤٣)، وابن حبان فأخرجه في "صحيحه" رقم (٣٣٤٧).
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، واستدركته من (ب) و (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>