للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي بعض ألفاظ هذا الحديث: "إن أخذتم به سبقتم من قبلكم، ولم يلحقكم من بعدكم" (١)، وهذا يدل على أن الأغنياء لا يلحقونهم، وإن قالوا مثل قولهم.

وقوله: "ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء" معناه: أن فضل اللَّه ليس مقصورًا عليكم دونهم، فكما آتاكم اللَّه فضله بالذكر، كذلك يؤتيهم (٢) إياه إذا عملوا مثلكم وليس في هذا دليل أنهم أفضل منكم، وإنما معناه أن فضل اللَّه يؤتيه الذي ساووكم بذكره يتناولهم مثلكم أيضا، فأنتم فهمتم من الفضل التخصيص فوضعتموه في غير موضعه، وإنما معناه العموم والشمول، وأن فضله عام شامل للأغنياء والفقراء فلا تذهبون به دونهم، فأين في الحديث التفضيل لكم علينا؟!

قالوا: فيحتمل قوله: "ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء". ثلاثة أمور:

أحدها: سبقهم لكم بالإنفاق.

والثاني: مساواتكم بهم في فضيلة الذكر فلم تختصّوا به دونهم.

والثالث: سبقكم لهم إلى الجنة بنصف يوم.

وهذا وإن كان لا ذكر له في هذه الرواية فهو مذكور في بعض طرقه.

قال البزار في "مسنده": حدثنا الوليد بن عمرو حدثنا محمد بن الزبرقان حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر قال:


(١) لم أقف عليه هكذا.
وقد رواه البخاري في "صحيحه" رقم (٨٤٣)، بلفظ: "أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم".
(٢) في الأصل: "يؤتيه"، والمثبت من النسخ الثلاث الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>