للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سماواته وبين خلقه، فأخلصهم بخالصة ذكرى الدار.

ومِنْ شُكره سبحانه أنه لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ولو أنه مثقال ذرة.

ومن شُكره: أنه يجازي عدوه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا، ويخفف به عنه يوم القيامة، فلا يضيّع عليه ما يعمله من الإحسان وهو من أبغض خلقه إليه (١).

ومن شكره أنه غفر للمرأة البغيّ بسقيها كلبًا كان قد جهده العطش حتى أكل الثرى (٢)؛ وغفر لآخر بتنحية غصنِ شوكٍ عن طريق المسلمين (٣)، فهو سبحانه يشكر العبد على إحسانه إلى نفسه، والمخلوق إنما يشكر من أحسن إليه.

وأبلغ من ذلك أنه هو الذي أعطى العبد ما يحسن به إلى نفسه وشكره عليه، بل شكره على قليله بالأضعاف المضاعفة التي لا نسبة لإحسان العبد إليها، فهو المحسن بإعطاء الإحسان وإعطاء الشكر، فمن أحق باسم الشكور منه سبحانه؟


(١) روى مسلم في "صحيحه" رقم (٢٨٠٨) عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه : "إن اللَّه لا يظلم مؤمنًا حسنة، يُعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها للَّه في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها".
(٢) روى ذلك البخاري في "صحيحه" رقم (٣٤٦٧)، ومسلم في "صحيحه" رقم (٢٢٤٥) عن أبي هريرة عن النبي .
(٣) روى ذلك البخاري في "صحيحه" رقم (٢٤٧٢)، ومسلم في "صحيحه" رقم (١٩١٤) عن أبي هريرة عن النبي .

<<  <  ج: ص:  >  >>