للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيك الشرُّ كله (١).

قال ابن عبد البر: هذا إجماع لا أعلم فيه خلافًا (٢).

وقد رُوِي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنِّي لأخافُ على أُمَّتي من بعدي من أعمال ثلاثة" قالوا: وما هي؟ قال: "أخافُ عليهم من زَلَّةِ العالم، ومن حكم جائرٍ، ومن هوًى مُتَّبَعٍ" (٣).

وقال عمر: "ثلاثٌ يَهْدِمن الدين: زلَّةُ عالمٍ، وجدال منافقٍ بالقرآن، وأئمة مُضِلُّون" (٤).

وقال أبو الدرداء: "إنَّ مما أخشى عليكم: زلةُ العالم، وجدالُ المنافق بالقرآن" (٥).

وكان معاذ بن جبل يقول في خطبته كلَّ يوم: "هَلَك المرتابون، إن وراءكم فتنًا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق (١٥٨/ أ) والمرأة والصبي والأسود والأحمر، فيوشك أحدُهم أن يقول: قد قرأتُ القرآنَ، فما أظن أن يتبعوني حتى ابتدع لهم غيرَه، وإياكم وما ابتدع، فإن كلَّ بدعة ضلالة، وإياكم وزيغةَ الحكيم، فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم


(١) أخرجه ابن عبد البر: (٢/ ٩٢٧)، وانظر: "الحلية": (٣/ ٣٢).
(٢) في "الجامع": (٢/ ٩٢٧).
(٣) أخرجه البزار "الكشف": (١/ ١٠٣)، والطبراني في "الكبير": (١٧/ ١٧)، وابن عبد البر في "الجامع": (٢/ ٩٧٨)، وفيه: كثير بن عبد الله المزني ضعيف.
(٤) أخرجه ابن عبد البر: (٢/ ٩٧٩ - ٩٨٠).
(٥) أخرجه ابن عبد البر: (٢/ ٩٨٠).

<<  <   >  >>