فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء " الآية.
وجه الدلالة: قوله تعالى " وذريته " فإن الذرية لا تطلق إلا على من يولد حقيقة، وأما من يباض فيقال فيه فراخ لا ذرية، فإن قيل: من أين لك هذا؟ قلت: من استقراء كلامهم.
[الثانية عشرة بعد المائة: كرامات الأولياء هل هي جائزة، وهل تقدح في معجزات الأنبياء، وما الفرق بين المعجزة والكرامة؟]
الجواب: قال شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني فسح الله تعالى في أجله، في كتابه " منهج أصول الدين ": مسألة في إثبات الكرامة وتمييزها عن المعجزة (١٩/و) الذي صار إليه أهل الحق جواز انخراق العادة للأولياء والفرق بينها وبين المعجزة: أن مع المعجزة دعوى النبوة بخلاف الكرامة.
ومال الأستاذ أبو إسحاق الاسفراييني إلى منع الكرامة، وهذا يرده المنقولات الثابتة في قصص متعددة، والمجوزون اختلفوا فمنهم من شرط في الكرامة الخارقة للعادة أن تجري من غير اختيار من الولي، وهذا فرق ما بين المعجزة والكرامة عند هؤلاء، وجوز غيرهم وقوع الكرامة اختياراً من الولي؛ لكن لا يدعي بها الولاية، وهذا فرق ما بينها وبين المعجزة عندهم، وقال آخرون لا يمتنع ظهور خارق للعادة مع دعوى الولاية. انتهى