وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمرَّ الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة؛ لأن الله تعالى يقول " وإن تطيعوه تهتدوا " وكثير من الناس تغلط في مثل هذا الموضع فيظن في شخص أنه وليُّ الله تعالى، ويظن أن وليَّ الله تعالى يقبل منه كلما يقوله، ويسلم إليه كلما يفعله وإن خالف الكتاب والسنة فيوافق ذلك الشخص ويخالف ما (٢٠/و) بعث الله به رسوله الذي فرض على جميع الخلق تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر، فمن اتبعه كان من أولياء الله المتقين المفلحين وعباده الصالحين، ومن لم يتابعه كان من أعداء الله الخاسرين فتجرُّه مخالفة الرسول وموافقة ذلك الشخص أولاً إلى البدعة والضلالة، وأخيراً إلى الكفر والنفاق، ويكون له نصيب من قوله تعالى " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا " ولهذا قيل في مثل هؤلاء: إنما حرموا الوصول بتضييع الأصول، فإن أصل الأصول تحقيق الإيمان بالله تعالى ورسوله وكل من خالف شيئا مما جاء به الرسول مقلدا في ذلك لمن يظن أنه وليُّ الله تعالى فإنه بنى أمره على أنه وليُّ الله تعالى، وأن ولي الله تعالى لا يخالف في شيئ ولو كان هذا الرجل من أكبر أولياء الله تعالى لم يقبل منه إذا خالف الكتاب والسنة فكيف إذا لم يكن كذلك، وتجد كثيرا من هؤلاء عمدتهم في (٢٠/ظ) اعتقاد كونه وليُّ الله تعالى أنه صدر عنه مكاشفة في بعض الأحوال وبعض القصيَّات الخارقة