فعن عمرو، قال: سمعت جابراً قال: كنا يوم الحديبية ألفاً وأربع مئة، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنتم اليوم خير أهل الأرض (١)، وكان آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، وقد تتلمذ على يديه أعلام من هذه الأمّة كالحسن البصري و سعيد بن المسيب وطاووس بن كيسان وعروة بن الزبير وعطاء بن أبي رباح وغيرهم كثير، وكان «الباقر» رحمه الله مكثراً عنه.
٢ - عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ت (٦٨) هـ بالطائف:
روى عنه «الباقر» خيراً كثيراً، وهو حبر الأمة وترجمان القرآن وابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أحد العبادلة كان يقال له الحبر والبحر لكثرة علمه، وقد دعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحكمة مرتين، توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعمره خمس عشرة سنة وذلك ما رجَّحه الإمام أحمد بن حنبل، فضائله ومناقبه مشهورة معروفة، وقد أثنى عليه جمعٌ من الصحابة والتابعين:
فقال عنه ابن مسعود: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحد.
و روى ابن أبي خيثمة بسنده أنّ ابن عمر كان يقول: ابن عباس أعلم أمة محمد بما أنزل على محمد.
(١) صحيح مسلم كتاب (الإمارة) باب (إستحباب مبايعة الإمام الجيش) رقم (٣٤٥٣).