للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعنيه القول بردة المهاجرين والأنصار بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن الصحابة هم نقلة هذا الدين، والطعن في النقلة يفضي إلى الطعن بما نقلوه.

الحديث الثاني: ويروي الكليني أيضا عن حمران بن أعين، عن جعيد الهمداني عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سألته: بأي حكم تحكمون؟ قال: حكم آل داود فإن أعيانا شيء تلقانا به روح القدس (١).

قلت: إنَّ حمران لينسب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وآله تركهم لشريعة النبي صلوات الله وسلامه عليه واستبدالهم إياها بما يحكم به اليهود، ولنا أن نتساءل أشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم قاصرة حتى ينبذها أئمة آل البيت ويحكموا بحكم آل داود؟ والله ما تصدر هذه الأقوال من إنسان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ولا يمكن أن تصدر من أئمة أهل البيت، وللإمعان في الطعن بدين الله ادّعى أنّّ روح القدس يتلقاهم بالوحي، فأي فرق بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ لقد قال الله تعالى في كتابه الكريم عن نبيّه صلوات ربي وسلامه عليه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (٢).

فهو صلى الله عليه وآله وسلم بشر، وإنما خصَّه الله بالنبوة والرسالة، فهو عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين والمرسلين، فلا نبي بعده وبموته انقطع وحي السماء


(١) الكافي (١/ ٣٩٨) باب (أن مستقى العلم من بيت آل محمد) حديث رقم (٤)
(٢) الكهف (١١٠).

<<  <   >  >>