للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكن حرمان وأمثاله من الغلاة أبوا إلا الغلو الفاحش فنسبوا للأئمة تلقي الوحي من الروح القدس، أيريدون بذلك أن ينسبوا للأئمة النبوة؟

هي معادلة صعبة لا يقدر حمران وأشياعه على الخروج منها، فكلما حاولوا نفي الغلو عنهم بدا ذلك في أقوالهم وأفعالهم.

٦ - بريد بن معاوية بن أبي حكيم الكوفي ت (١٥٠) هـ:

أما بريد هذا فلم أقف على ترجمة وافية له في كتب الجرح والتعديل المعتبرة، لكن حاله لا يختلف كثيرا عن حال من سبقه فقد قال فيه «الصادق» رضي الله عنه: «لعن الله بريداً ولعن الله زرارة» (١).

وقال أيضا: «هلك المتريسون (٢) في أديانهم، منهم: زرارة، وبريد، ومحمد بن مسلم، وإسماعيل الجعفي...» (٣).

وروى عبد الرحيم القصير عن جعفر «الصادق» رضي الله عنه أنه قال: إئت زرارة وبريداً، وقل لهما ما هذه البدعة أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة؟ فقلت له: إني أخاف منهما فأرسل معي ليثا المرادي، فأتينا زرارة


(١) اختيار معرفة الرجال للطوسي (١/ ٣٦٤).
(٢) المتريسون: على التفعل من الرياسة.
(٣) اختيار معرفة الرجال للطوسي (٢/ ٥٠٨).

<<  <   >  >>