لا والله ما تصدر هذه الأقوال عن سادة أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم، ووالله لئن يُقتلوا أحبُّ إليهم من ساعةِ ذلٍّ واحدة، والغريب أنّ بريداً هذا وأمثاله ممن يروون هذه الأحاديث عن آل بيت النبي ويدَّعون حبهم، يستنكفون ويأنفون أن تُنسب هذه المواقف إليهم ولكن لا يجدون حرجاً في نسبة هذا الذل لأهل البيت رضوان الله تعالى عليهم فهل هذا حبٌّ لآل البيت أم بغض؟ أترك لك الجواب عزيزي القارئ.
الحديث الثالث: روى الصفار بإسناده عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفرعليه السلام عن قول الله عز وجل {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ}، قال: أنزلت في هذه الأمة والرجال هم الأئمة عليهم السلام من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم قلت: فالأعراف؟ قال: صراط بين الجنة والنار، فمن شفع له الإمام من المؤمنين المذنبين نجى ومن لم يشفع له هوى (١).
أقول: لا يحتاج المتصفح لكتاب الله أن يتجشم مشقة معرفة (أصحاب الأعراف) فهم رجال تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فأوقفهم الله سبحانه على الأعراف بانتظار الفصل في أمرهم، فهم ينظرون تارةً إلى أصحاب الجنة فيسألون الله تعالى أن يرزقهم دخولها، وتارةً أخرى ينظرون إلى النار فيتعوذون بالله من شرها.