فهل من يصف أئمة الهدى من أهل بيت النبي صلوات الله وسلامه عليهم بأنهم أصحاب الأعراف محب لهم أم مبغض؟ سبحان من جمع فيهم الكذب والجهل.
الحديث الرابع: روى الكليني بسنده عن بريد بن معاوية قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاط له بمنى فنظر إلى زياد الأسود منقلع الرجل فرثى له فقال له: ما لرجليك هكذا؟ قال: جئت على بكر لي نضو فكنت أمشي عنه عامة الطريق، فرثا له وقال له عند ذلك زياد: إني ألم بالذنوب حتى إذا ظننت أني قد هلكت ذكرت حبكم فرجوت النجاة وتجلى عني، فقال أبو جعفر «عليه السلام»: وهل الدين إلا الحب؟ قال الله تعالى:{حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} وقال: {إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} وقال: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} إن رجلا أتى النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» فقال: يا رسول الله أحب المصلين ولا أصلي وأحب الصوامين ولا أصوم؟ فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت وقال: ما تبغون وما تريدون أما إنها لو كان فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم وفزعنا إلى نبينا وفزعتم إلينا (١).
قلت: راوي هذا الحديث يفتري على أئمّة آل البيت ثمّ يروي ما يحبط هذا الافتراء، فهو يقصد بهذا الحديث أن يدلِّل على أنَّ من يحب النبي وآل بيته صلوات الله وسلامه عليهم لا يضرُّه شيء وإن لم يقم بأركان هذا الدين، وهي معادلة خطيرة