للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: «ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة ليس إذا أعطى فتر ولا يمل من الدعاء فإنه من الله بمكان» (١).

قد دلَّل «الباقر» على عظم قدر الدعاء ونص على أنَّ الدُّعاء من الله بمكان فكيف يصرف لغير الله تعالى؟

واقرأ هذه الرواية في «مكارم الأخلاق للطبرسي»:

«عن أبي عبيدة الحذاء قال: كنت مع «الباقر» عليه السلام فَضَلَّ بعيري، فقال عليه السلام: صل ركعتين ثم قل كما أقول: «اللهم راد الضالة، هاديا من الضلالة رد علي ضالتي فإنها من فضلك وعطائك» ثم قال عليه السلام: يا أبا عبيدة تعال فاركب، فركبت مع أبي جعفرعليه السلام فلما سرنا إذا سواد على الطريق، فقال عليه السلام: يا أبا عبيدة هذا بعيرك فإذا هو بعيري» (٢).

فهذا «الباقر» في حياته يُعَلِّم من معه أن يتقرب إلى الله بالعمل الصالح عندما قال «صل ركعتين» ثمَّ بالدعاء إلى الله وحده ولم يقل له: (استغث بي أو بأجدادي) وهذا مصداق قوله عزَّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٣) فالوسيلة التي يأمرنا ربُّ العِزَّة باتِّخاذها هي


(١) عدة الداعي ابن فهد الحلي ص (١٨٦ - ١٨٧).
(٢) مكارم الأخلاق للطبرسي ص (٢٥٩ - ٢٦٠).
(٣) المائدة (٣٥).

<<  <   >  >>