للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ارزقني عقلاً كاملاً، ولبّاً راجحاً، وقلبا زاكياً، وعملاً كثيراً، وأدباً بارعاً، واجعل ذلك كله لي، ولا تجعله علي، برحمتك يا أرحم الراحمين» (١).

قلت: سنبدأ في نقدنا لهذه الرواية بعبارةٍ فجةٍ قبيحة، وهي عبارة «الحاكم في يوم الدين»، انظر إلى غلوّ واضع هذا الحديث في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجرأته في الكذب على أئمَّة أهل البيت ومخالفته الصريحة لقول الله عز وجل: {ثُمَّ رُدُّوا إلى اللّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} (٢).

وقوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (٣).

وقوله عز وجل: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} (٤).

فالآيات واضحة بأن الحكم يوم القيامة لا يكون إلا لله سبحانه، وهذا المُبطل المغالي يدّعي زوراً وبهتاناً أن الحاكم هو غير الله.

ثمَّ عبارة «فكن لي شفيعي إلى الله عز وجل في الوقوف على قضاء حاجتي، وهي فكاك رقبتي من النار».


(١) مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي (١٠/ ٢٢٣) باب (استحباب زيارة أمير المؤمنين) حديث رقم (١١٩٠٠).
(٢) الأنعام ٦٢
(٣) القصص ٨٨
(٤) الانفطار (١٩).

<<  <   >  >>