للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرواية التاسعة: روى أبو نعيم بسنده إلى محمد «الباقر» رضي الله عنه أنّه قال: «لما طعن عمر رضي الله عنه بعث إلى حلقة من أهل بدر كانوا يجلسون بين القبر والمنبر فقال: يقول لكم عمر أنشدكم الله أكان ذلك عن رضا منكم؟ فتلكأ القوم فقام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فقال: لا، وددنا أنّا زدنا في عمره من أعمارنا» (١).

الرواية العاشرة: ثم يروي «الباقر» رضي الله تعالى عنه أن جده عليّا رضي الله تعالى عنه دخل على عمر بعد موته، وهو مسجَّى على سريره، فقال: «ما أحب أن ألقى الله بصحيفة أحد إلا بصحيفة هذا المسجى» (٢).

وهذه بعض الروايات التي وردت عن «الباقر» رضي الله تعالى عنه التي تبجِّل أبا بكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما- وتدلِّل على حبِّه وإجلاله لهما وأمَّا الطعن فيهما فلم يكن قط من منهج أئمة الهدى من آل البيت بل كان من وضع المُتقولين عليهم. الرواية الحادية عشر: ها هو كثيّر النواء يسأل «الباقر» رضي الله تعالى عنه فيقول: جعلني الله فداك، أرأيت أبا بكر وعمر هل ظلماكم من حقكم من شيء أو ذهبا به؟ قال: لا والذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، ما ظلمانا من حقنا مثقال حبة من خردل، قال: قلت: جعلني الله فداك، فأتولاهما؟ قال: نعم ويحك! تولهما في


(١) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم الأصبهاني وقال: هذا حديث غريب من حديث أيوب وجعفر.
(٢) المتمنين لابن أبي الدنيا (١/ ٥٧).

<<  <   >  >>