للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (١).

و «الباقر» رضي الله تعالى عنه على ما له من المكانة والرفعة ليس بنبي يوحى إليه حتى يُفترض إيحاء مثل هذه الغيبيات له، فالوحي من خصائص النبوة التي لاتُتصور في غير النبي.

وقد صرَّح الإمام علي رضي الله تعالى عنه بانقطاع الوحي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في «نهج البلاغة» فقال: «أرسله على حين فترة من الرسل وتنازع من الألسن، فقفي به بالرسل، وختم به الوحي...» (٢).

ثانياً: الرواية ضعيفة السند، فراويها هو «أبو بصير» قد اختُلف في تحديد هويته لكونه لقباً مشتركا بين أربعة رواة هم ليث بن البختري، ويحيى بن أبي القاسم المكفوف ويوسف بن الحارث، وعبد الله بن محمد الأسدي (٣)، فإذا تعذَّر الجزم بشخصية الراوي وقد عُلم الاختلاف بوثاقة الأربعة كانت الرواية مردودة.

ثالثاً: كيف ينقلون عن «الباقر» اعترافه بعدل هذا الفتى وسيرته العطرة ثم هو ملعون في السماء؟!، ممدوح في الأرض؟!، لقد ورد في الصحيح «أنّ الله إذا أحب عبدا وضع له القبول في الأرض»، فمعذرة يا أولي الألباب.


(١) الأعراف (١٨٨).
(٢) نهج البلاغة (٢/ ١٦).
(٣) رجال ابن داود لابن داوود الحلي ص (٢١٤).

<<  <   >  >>