للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأورد الكليني أيضا بسنده عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما أنتم؟ قال: «نحن خزان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض» (١).

قلت: هل قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ربع هذا الكلام عن نفسه؟ أم كان قوله {سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً} (٢).

وساق الكليني بسنده عن أبي جعفر عليه السلام قوله: «فضل أمير المؤمنين (٣) عليه السلام: ما جاء به آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والفضل لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي الله ورسوله والمتفضل عليه كالمتفضل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عز وجل وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام من بعده وجرى للأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد جعلهم الله عز وجل أركان الأرض أن تميد بأهلها، وعمد الإسلام، ورابطة على سبيل هداه، لا يهتدي هاد إلا بهداهم ولا يضل خارج من الهدى إلا بتقصير عن


(١) الكافي (١/ ١٩٢) باب (الأئمة عليهم السلام ولاة أمر الله وخزنة علمه) حديث رقم (٣).
(٢) الإسراء (٩٣).
(٣) أي أن ما أذكره هو من فضل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.

<<  <   >  >>