حقهم، أمناء الله على ما أهبط من علم أو عذر أو نذر، والحجة البالغة على من في الأرض، يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم، ولا يصل أحد إلى ذلك إلا بعون الله. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا قسيم الله بين الجنة والنار، لا يدخلها داخل إلا على حد قسمي، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا الإمام لمن بعدي، والمؤدي عمن كان قبلي، لا يتقد مني أحد إلا أحمد صلى الله عليه وآله وسلم وإني وإياه لعلى سبيل واحد إلا أنه هو المدعو باسمه ولقد أعطيت الست: علم المنايا والبلايا، والوصايا وفصل الخطاب، وإني لصاحب الكرات ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تكلم الناس» (١).
قلت: هذه الرواية مزيج عجيب بين الكفر والشرك والغلو ولا أظن أنها تحتاج لنقد أصلاً فيكفي رفع علي رضي الله عنه لدرجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل رفعه واشتراكه مع الله في العلم وفي إدخال من يشاء إلى الجنة أو النار والعياذ بالله من ذلك.
روى المجلسي في بحاره نقلاً عن «بصائر الدرجات» عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} فقال: مامن مؤمن يموت ولا كافر فيوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله
(١) الكافي (١/ ١٩٨) باب (أن الأئمة عليهم السلام هم أركان الأرض) حديث رقم (٣).