للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجواب أن يقال إنَّنا نحتاج التفسير لسببين:

أولهما: كمال فضيلة هذا الكتاب، وهو لقوته العلميَّة يجمع المعاني الدقيقة في لفظ وجيز، فربما عسر على البعض فهم مراده، فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية.

ثانيهما: احتمال اللفظ لمعانٍ مختلفة فاحتجنا إلى علم التفسير لترجيح معنى على الآخر.

ومن المعلوم أن هذا القرآن أول نزوله كان على أفصح العرب، وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه، ولكن تخفى عليهم بعض الجوانب الدقيقة منه، وكانت تظهر لهم بعد البحث والنَّظر وسؤال النبي صلى الله عليه و آله وسلم، وذلك كسؤالهم عند نزول قوله جلَّ وعلا: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (١)، فقالوا: أيّنا لم يظلم نفسه؟، ففسَّره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالشرك واستدلَّ بقوله سبحانه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (٢).

أمّا في زماننا هذا فقد ازدادت الحاجة إلى هذا العلم، وذلك لبعدنا الشديد عن اللغة العربيَّة، ولقصورنا في فهم مدارك أحكامها.


(١) الأنعام (٨٢).
(٢) لقمان (١٣).

<<  <   >  >>