للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انظر كيف بلغ بهم الغلو واتباع الهوى، إلى أن وصلوا إلى القول بأن كتاب الله قد حُرِّف وأنقصت منه آيات فيها اسم علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع أنّ الله تعالى تكفل بحفظه، ثم ينسبون هذا الكفر إلى أئمة أهل البيت.

٩ - وفي «مناقب آل أبي طالب»: سأل عبد الله بن عطاء المكي «الباقر» عن قوله: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} لولاية أمير المؤمنين، وقال أبو جعفر: نزلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه وآله هكذا {وَقَالَ الظَّالِمُونَ} آل محمد حقهم {لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} وعلي هو العذاب {هَلْ إلى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ} فيقولون نرد فنتولى عليا قال الله {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} يعني أرواحهم تعرض على النار {خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ} إلى علي {مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا} بآل محمد {إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إلا إن الظالمين لآل محمد حقهم في عذاب اليم (١).

انظر كيف نسبوا النقص والتحريف لكتاب الله، وكيف كذَّبوا الله تعالى الذي قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٢).

أيُّ حفظٍ لكتابٍ محرف؟ أعود فأقول من الأصدق آلله أم أولئك المبطلون؟

ثم انظر كيف يؤولون العذاب بعلي بن أبي طالب {لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} وعلي هو العذاب!، هل بعد هذا الطعن من طعن؟ عندما أراد الله جلَّ وعلا أن يمدح رسول


(١) مناقب آل أبي طالب (٣/ ١٧).
(٢) الحجر (٩).

<<  <   >  >>