للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقفًا (مه) بفتح ميم وسكون هاء.

(والموطإ) بضم الميم وفتح الواو وتشديد الطاء المفتوحة فألف كالمصفى، فكان القياس أن تكتب ألفه بالياء، ولعل إثبات الألف محافظة على التلفظ جمها، ومراعاة للرواية الأخرى، وفي نسخة بهمزة بدل الألف، (طا) أي: رَمْزهُ طاء مهملة مع ألف، ليغاير الطاء المفرد الذي هو رمز الطبراني.

وهو كتاب الإمام مالك الذي قال الإمام الشافعي (١) في حقه: "إنه أصح الكتب بعد كتاب الله" (٢)، لكنه قبل تصنيف الصحيحين للبخاري ومسلم، وأما بعدهما، فالجمهور على أن البخاري أصحّ كتب الحديث (٣)، كما أشار إليه الشيخ بتقديم ذِكْره. وقال بعض المغاربة: "إن


(١) روى ابن عبد البر في "التمهيد" (١/ ٧٧) بإسناده عن الشافعي، قال: "ما في الأرض بعد كتاب الله أكثر صوابًا من موطأ مالك بن أنس".
(٢) أخرجه أبو نُعيم في "الحلية" (٦/ ٣٦٠) وابن عساكر في "كشْف المغطى" (رقم: ٢٠) وإسناده صحيح.
(٣) أصح الكتب المصنفة في الحديث الصحيح: صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، لم يسبقهما في الصحة كتاب له مثل درجتهما، ولا خلفهما كذلك، وهما أول الكتب المجردة في الحديث الصحيح، والبخاري قبل مسلم.
قلت: وهذا حكم قبل أن يوجد "الصحيحان"، فإن الناس صنفت الكتب في حديث رسول الله قبل البخاري ومسلم، فكان "الموطأ" أصح تلك الكتب حديثا، فهو مقارن بما زامنه إلى عهد الشافعي، فلما ألف "الصحيحان" لم تبق تلك الدعوى صحيحة، خصوصًا وأن مالكًا ضمن كتابه =

<<  <  ج: ص:  >  >>