(وإن كان) أي: سفره (في حج) أي: وإن كان السالك في سفر حج. (فإذا استوت به راحلته) أي: رفعته مستويًا على ظهرها، والباء للتعدية". قاله التوربشتي.
واعترض عليه الطيبي بأنَّ "استوى" إنما يتعدي بـ "على" لا بالباء، فقوله: "به" حال، وكذا قوله:(على البيداء) نحو قوله تعالى: ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ﴾ [البقرة: ٥٠]. قال في "الكشاف": ﴿بِكُم﴾ في موضع الحال، بمعنى: فرقنا مُلْتَبِسًا بكم".
أقول: الظاهر أن الباء في الآية للسببية، وفي الحديث للمصاحبة، وقوله:"على البيداء" متعلق بـ "استوت"، وأغرب ميرك حيث قال:"الظاهر أن مراد التوربشتي التعديةَ المقابِلَةَ للُّزوم، فلا مجال لاعتراض الطيبي عليه بأن "استوى" إنما يتعدى بـ "على" لا بالباء، فتأمل فيه" انتهى. وغرابته ظاهرة، لا تخفى على المتأمل.
ثم المراد بالبيداء: هو الشَّرَفُ الذي أمام ذي الحليفة، وقال الطيبي:"البيداء: هي المفازة التي لا شيء بها، وهي ها هنا اسم موضع مخصوص بين مكة والمدينة، وأكثر ما يراد بها هذا". وقال المؤلف:"بالمد، وهي: المفازة التي لا شيء بها"(١).
(حمد الله، وسبح، وكبر) وهذه الثلاثة من دعوات الركوب. (خ) أي: