للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والأدعية التي هي غير مخصوصةٍ بوقتٍ ولا سببٍ)

(اللهم إني أعوذ بك) أي: ألتجئ إليك (من العجز) أي: في العبادة، (والكسل) بفتحتين، أي: التثاقل في الطاعة على ما لا ينبغي فيه الكسل، ويكون ذلك لعدم انبعاث النفس للخير مع ظهور الاستطاعة، فلا يكون معذورًا، بخلاف العاجز؛ فإنه معذورٌ لعدم القوة وفقدان الاستطاعة.

(والجبن) ضد الشجاعة، (والهرم) بفتحتين أيضًا، والمراد به: صَيْرورة الرجل خَرفًا من كبر السن، على ما ذكره المظهر، بحيث لم يميز بين الأمور المعقولة والمحسوسة والمنقولة.

(والمغرم والمأثم) بوزن المقتل فيهما على أنهما مصدران، بمعنى: الغرامة في حق الخالق أو الخلق، والإثم القاصر أو المتعدي، وقيل: "المغرم هو: الشيء الذي يغرم به للإنسان، أو لله تعالى".

وقال المصنف: "الاستعاذة من الكسل لما فيه من عدم انبعاث النفس للخير، وقلة الرغبة فيه مع إمكانه، ومن "الهرم"، وهو -كما في الحديث الآتي-: الاستعاذة من أرذل العُمر؛ لما في ذلك من اختلال العقل والخرف، وعدم الضبط والحفظ، وما يحدث على الحواس من الضعف وتشويه الصورة، والعجز عن كثير من الطاعات، والتقصير في بعضها" (١).


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٩/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>