للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلتُ: المراد بـ "تشويه الصورة" تغييرها، كما هو مُشَاهَد في صُوَرٍ كثيرةٍ منهم، لا كما وهم الحنفي؛ حيث صَحَّف التشويه بالتسوية، فقال: "أي: عدم تميز الصورة عن مثلِها، واشتباه الأمثال بعضها بعضًا عنده"، انتهى. فإنه لا يخفى أن عدم تميز الصورة ليس مما يُستعاذ منها؛ لأنه أمر غير ضروري ولا مكروه شرعي ولا طَبَعِيٍّ، بل إنه يقرب إلى حال الفناء، المطلوب عند أرباب البقاء، بخلاف التشويه؛ فإنه تقبيح صوري يشبه الممسوخ الخلقي.

ثم قال المصنف: "ومن "المغرم" فقد فسره النبي : "إن الرجل إذا غرم حدَّث فكذب، وإذا وعد فأخلف"، واشتغل القلب بالدَّين، وقد يموت قبل أدائه فتبقى ذمته مرتهنة به، ومن "المأثم" أي: الشيء الذي يأثم به الآن، أو هو: الإثم نفسه فوضع الاسم موضع المصدر" (١).

(اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وفتنة النار) "يعني: فتنة تؤدي إلى النار، والفتنة في الأصل هي الامتحان والاختبار" (٢).

(وفتنة القبر) "وهو سؤال الملكين الفَتَّانَيْن"، ذكره المصنف (٣)، وإنما قيل للملكين: الفتَّانين بتشديد الفوقانية؛ لأنهما أرسلا للامتحان فيبالغان في الافتتان، (وعذاب القبر) قيل أي: فتنة تؤدي إلى عذاب القبر، وإلى


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٩/ أ).
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٩/ أ).
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٩/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>