(ومن وقع له ما لا يختاره) أي: لا يرتضيه ولا يعجبه (فلا يقل: لو أني فعلت كذا وكذا) أي: لكان كذا وكذا، و"لو" للتمني؛ قال الشيخ الولي الشاطبي ﵀:
وكم لو وليت تورث القلب أنصلا
قال شارحه الجعبري: نون ليت على تأويل تمن، وأصله شعر:
ليت وما ينفع قولي ليت … ليت شبابًا بوع فاشتريت
وقال الطائي:
ليت شعري وأين مني ليت … إن ليتًا وإن لَوًّا عناء
وأدخل اللام من قالَ:
المرء مرتهن بسوف وليتني … وهلاكه في السوف والليت
انتهى.
وفي الحديث:"إياك واللَّو، فإن اللَّو من الشيطان" يريد قول المتندِّم على الفائت، ولو كان كذا لقلت ولفعلت، وكذلك قول المتمني؛ لإن ذلك من الاعتراض على الأقدار، والأصل فيه "لو" ساكنة الواو، وهي
(١) أخرجه أبو داود (٣٦٢٧)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦٢٦)، وأحمد (٦/ ٢٤)، والبيهقي (١٠/ ١٨١). وإسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد وجهالة سيف فقد تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، وقال النسائي: سيف لا أعرفه، وكذا قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وتساهل العجلي وابن حبان فوثقاه. انظر: ميزان الاعتدال (٢/ ٢٥٩).