للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقول، (وبهائمك) أي: من الحيوانات والحشرات.

(وانشر) بضم الشين، أي: وابسط (رحمتك) أي: علي جميع الموجودات من النباتات والجمادات، وفيه إيماء إلى قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ﴾ [الشورى: ٢٨]، أي: في كل شيء من السهل والجبل والنبات والحيوان، ذكره البيضاوي.

(وأحي) أي: بالإنبات، أو بالنبات وهو أمر من الإحياء، (بلدك الميت) أي: بعد يبسه، ومنه قوله تعالى: ﴿وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ [الروم: ١٩] (د) أي: رواه أبو داود عن ابن عمرو بالواو (١)، وهو المراد بما في بعض النسخ: "عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو"، وفائدة هذا التطويل أن في هذا الإسناد اعتراضًا ودفع، بَسَطْنَا بحثهما في "المرقاة شرح المشكاة".

(اللهم أنزل على أرضنا زينتها) أي: ما تتزين بها، وفيه إيماء إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف: ٧]، (وسكنها) قال المصنف: "بفتح السين والكاف، أي: غياث أهلها الذي تسكن نفوسهم إليه" (٢)، انتهى. وصححه صاحب "الفائق" بضم السين وسكون الكاف، وقال: السكن: القوت، لأن السكنى به كما قيل


(١) أخرجه أبو داود (١١٧٦) وإسناده حسن، للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٣/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>