للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكهف: ٢٣ - ٢٤] ". وقال بعضهم: "بل إلى تلك التربية بعينها". وقيل: "خرج مخرج الكلام، كقول القائل: إن أحسنت إلي شكرت إن شاء الله".

وأبعد من قال: إنه كان معه مؤمنون، فخاطب المؤمنين، وكان استثناؤه منصرفًا إلى المنافقين". وعندي؛ أنها تعود على مدلول المؤمنين، أي: على الإيمان، والله أعلم" (١)، انتهي.

ولا يخفى أن التوجيه الذي اختاره خلاف ظاهر العبارة، ومع ذلك مبني على مذهب الشافعي وأتباعه في أن الإيمان يدخله الاستثناء، فيقال: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى، ومنعه الأكثرون، وعليه أبو حنيفة وأصحابه .

(نسأل الله لنا ولكم العافية) أي: من العقوبة في الدنيا والآخرة. (م، س، ق) أي رواه: مسلم، والنسائي، وابن ماجه، عن بريدة بن الحصيب (٢)، وزاد ابن ماجه في رواية: "أنتم لنا فرط، وإنا بكم لاحقون. اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم ".

(أنتم لنا فرط) بفتحتين جمع فارط بمعنى: سابق، (ونحن لكم تبع) بفتحتين جمع تبع ولاحق، (س) أي: رواه النسائي عنه أيضًا.

(السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا) أي: بالموت، (والمستأخرين) أي: منا بالحياة بعد،


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٥/ أ، ب).
(٢) أخرجه مسلم (٩٧٤) والنسائي (٤/ ٩٤) وابن ماجه (١٥٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>