الحنفي:"يعلم منه أن الملائكة يتكلمون بهذه الكلمة لا غير"، انتهى.
وقد ثبت عنهم كلمات أُخَرُ من الأذكار والتسبيحات والدعوات، ليس هذا محل بسطها. (م، عو) أي رواه: مسلم، وأبو عوانة، عن أبي ذر أيضًا.
(هي التي أمر نوح بها) أي: بمداومتها ومواظبتها، (ابنه) المراد به: سام أبو العرب، وصي نوح بعده ﵉، (فإنها صلاة الخلق) أي: عبادة جميع المخلوقات من الحيوانات والنبات والجمادات؛ لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [النحل: ٤٩].
(وتسبيح الخلق) اللام للإستغراق أيضًا، فلا تخرج ذرة من ذرات الكائنات إلا وهي مسبحة لله، خاضعة لأمره، منقادة لحكمه، قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ … ﴾ [الإسراء: ١٤٤] الآية.
والتسبيح بالمقال عند أرباب الكمال من الأحوال؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ٤٤]. وقيل: بلسان الحال؛ حيث يدل على وجود الصانع، وعلى قدرته وحكمته، كما قيل:
ففي كلّ شيءٍ له آيةٌ … تدلُّ على أنّه واحدُ
ولا مَنْعَ من الجمع، وقد جمع الله بينهما في قوله: ﴿كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ﴾ [النور: ٤١]، (وبها) أي: ببركتها، (يرزق الخلق) أي: بنعمة الإمداد بعد تحقق الإيجاد. (مص) أي: رواه ابن أبي شيبة عن جابر (١).