للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(من قرأها بهما أنزلت) أي: من غير زيادة ونقصان، وقال المصنف: "أي: صحيحة بالترتيل والتجويد" (١)، (كانت له نورًا من مقامه إلى مكة).

قال المصنف: "أي: من مقامه الذي قرأها فيه، وفي الحديث الآخر: "يوم القيامة" زيادة، ويحتمل أن يريد به قدر ما كان في الدنيا" (٢)، انتهى.

وبقي الكلام على أنه: من قرأها بمكة كانت له نورًا، إلى أين؟ فرأيت البيضاوي ذكر في "تفسيره" عن النبي : "من قرأها عند مضجعه كان له نورًا في مضجعه يتلألأُ إلى مكة، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم، وإن كان مضجعه بمكة كان له نورًا يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يُصلون عليه حتى يستيقظ".

قال الشيخ زكريا في "حاشيته": "رواه البزار وغيره"، انتهى. وذكره في "المدارك" أيضًا، بلفظ: "من قرأ: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ .. ﴾ فصلت: ٦] " إلى آخرها، عند مضجعه … " وذكر نحوه.

وهذا الحديث يشير إلى أن كل ما يكون القارئ أقرب إلى مكة فبقدر ما ينقص من المسافة السفلية؛ لامتلاء النور يزاد له من المسافة العُلوية.

(ومن قرأ بعشْر آياتٍ) قال الحنفي: "الباء فيه وفيما بعده زائدة"، انتهى. وسبق أن الباء للتعدية لما تقدم في "القاموس": "أنه يقال: قرأه


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٨/ أ).
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٨/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>